Friday, May 17, 2013

خواطر يومية


 !تتدافع الافكار بداخل رأسى حين اعلن هذا القرار القاتل بالمذاكرة .. تقول رأسى فى تمرد و تعلنها بحماس 
!انتِ مش سامعة الاغنية ؟
....دى اغنية عظيمة حقًا !
*       *       *
 ! به الف و به الف تبقى ايه ؟ بابا 
ميم الف و ميم الف تبقى ايه ؟ ماما

*       *       *

هكذا تتعالى الاغنية فى بيتنا العزيز بعد توالى الحروف الابجدية ... اتسائل بشدة ما كان القصد من تلك الاغنية ؟  كيف ان محتواها لم يبدِ لى بهذه الاهمية لدرجة نشر اغنية منه 
آتانى الرد سريعًا :
" مامى , مامى .... مامى ! "
...اعتقد ان الاجابة على سؤالك تكمن فى تلك الاحرف الاربع , ف"مامى" كفيلة بالرد

*       *       *
! واو و طه و نون و يه , يبقوا ايه . وطنى
عين و لام و نون و يه ... علمى

*        *       *

انتابنى هذا الاستغراب من انتقاء الكلمات ! مالك سيدى الكاتب مؤلف الاغنية تنتقى تلك الكلمات دونًا عن اى كلماتٍ اخرى ؟ 
وطنى ؟ 
علمى ؟ 

حينها قررت قطع الشك باليقين متجهة الى والدى سائلة اياه عن توقيت نشر تلك الاغنية ! مسرعة فى الرد على نفسى سألت , اهى فى عهد ناصر ؟ 
...و قد كانت اجابته بالايجاب 

اسرع لسانى بالسؤال : هل كان يا والدى لرئيس او حاكم لمصر من نشر مثل تلك الاغانى بعد ذلك  ؟ 
حينها رفع ناظريه عن مرافقه هذه الايام * ...استطردت سائلة : السادات ؟. مبارك طيب ؟ 

اكاد اجزم بانى لمست فى عينيه بعض الحزن حين رد علىَّ بالفنى! 

*        *         *
!وطنى .. علمى ... حرية ! قومية 
!سلام ... حمام ...جندى , بلدى , شجااع

*         *        *

"قد تفسد كثرة التفسير المعنى الجمالى المقصود هنا , و لكن علمنى استاذى ايمن شحاته ان اسرده "باختصار
قد تعلمنا فى كليتنا العريقة ما لذ و طاب من الكلام النظرى , درسنا المفكرين و الفلاسفة و افكارهم , الايديولوجيات المختلفة و غيرها ...الكثير

فى عهد جمال عبد الناصر الموصوف دائمًا بالازدهار و المعروف بكثرة حب الشعب له , قرر جمع الشعب على كلمة سواء و تبنى ؟الاشتراكية مع تغييرها و اضفاء الطابع - االقومى و المصرى-عليها و بهذا حصلنا على الناصرية 

من اجل زرع اساسيات الهوية و القومية و جعلها من سمة الشعب المصرى , كانت افضل الوسائل وسيلة التنشئة السياسة و ادواتها 
و كان من افضل ادواتها نجاحًا هو الاعلام 
بطريقة مبدعة , غرست تلك الاغنية مبادئ مهمة مصرية فى حياة كل طفل فى فترة نشرها : اللغة , الهوية و السمة و الطابع 
القومية الناصرية 
سياسة دولة  للسلام ما لم يكن هنالك عدوان , و رمز الحمامة المدلل عليه 
.و ان كان هنالك عدوان فلا مفر من اللجوء للجنود الشجعان من اجل الدفاع عن البلد 

هل لاحظت ياء الملكية و الاستحواذ فى" وطنى , علمى و بلدى " ؟ 
!لم توضع من فراغ اؤكد لك , لكن وضعت لزرع الانتماء فى النفوس الصغيرة , الانتماء للوطن و العلم و البلد

!هى اغنية تسمهعا كل يوم (اذا كان فى بيتك طفل ) , كل يوم و لم تفكر فى معناها

...اترك لتحليلاتكم اذا الى اين وصلنا فى التنشئة السياسية فى وقتنا هذا و كيف اصبحت اجيالنا
            
                               .                                         .                                          .                              .               
 
الكتاب: *
لينك الاغنية المذكورة اعلاه :) 

1 comment: