Saturday, November 19, 2016

ها نحن ذا..

حالي العزيز, 
ها نحن ذا, نجلس في غرفتنا وحيدين, لا يحاوطنا غير ملابسنا الخفيفة وبعض الموسيقى الجميلة.
ها نحن ذا يا حالي العزيز, نحاور بعضنا البعض, لا يبقى في جعبتنا سوانا ولا ملجأ إلينا إلانا.
ها نحن ذا, سويًا, ننتظر, يا ترى ماذا سيحدث؟ كيف سيكون المستقبل ها نحن نقيم حالنا وحياتنا من جديد.
من سنتين كنت خطيبة أحدهم, لم نكن عادلين في معاملتنا لبعضنا البعض وها نحن ذا افترقنا بعد خطبة دامت ما يقرب من سنة وياإلهي كم كانت عصيبة. أينعم كان بها بعض الأوقات الطيبة اللطيفة ولكن لم يستمر هذا للكثير من الوقت.
قبل شهر وسنة, افترقنا. كتبت هذه الرسالة:
" شهر اكتوبر،شهر البدايات والنهايات بالنسبة لي.
نهاية عمر موبايلي الافتراضي و بداية تانية مع موبايل جديد.
نهاية خطبة عاطفية طويلة.
نهاية وموت التابلت اكلينيكيا وبداية علاقة جديدة مع جهاز الكتروني اليف.
ونهاية الخريف (نظريا طبعا) وقال ايه بداية الشتا
 هييح..دنيا" 

كانت هذه نهاية أول علاقة جادة في حياتي, أول حب يستمر لبعض الوقت وأول قبلة, اول حضن, أول كره لذكريات أخرى لا أحب ان اذكرها.

مررت بالكثير من الأزمات. تركني صديقي العزيز فريد. تركني في هذه الدنيا وحيدة محاطة بأشخاص آخرون لم ولن يكونوا على قد فهمه لي.
أبكي كلما تذكرت فريد, كلما تذكرت هذا الرحيل بلا وداع. أبكي الآن وهو أول بكاء منذ الفراق الأخير.
أبكي فريد في قلبي وقد رحل آخذًا جزءًا كبيرًا من روحي وحياتي. كان فراقه أقوى من فراقي لخطيبي.
كان فراقه صعبًا حزينًا ويومًا أسودًا في هذه الدنيا.
تركنا فريد ورحل.ترك هذا العالم القاسي الذي لا يستحقه وقد حفر في ذاكرتنا الكثير من الذكريات التي لا يمكن ان ننساها.تركنا وذهب لعالم آخر أحسن من هذا العالم العصيب.
أبكي فريد بحرقة وأتذكر هذا اليوم الذي استيقظت فيه ارتعش وابكي من الحزن. 
احتضنتنتي امي واحتضنني أبي.
ضموني بحنان شديد قرب قلوبهم وبكيت بحرقة وأفرطت في البكاء. كان فراق فريد صعب ونهاية الخطبة صعبة واستمرار الحياة مقيت.

لكنني كنت قوية وشجاعة وهكذا كتبت من شهر مضى. في ذكري هذه الرسالة أعلاه, تذكرت كيف اني مررت بهذا الوقت العصيب وتجاوزته ومررت به. أحببت مرتين وانهيت العلاقة في المرتين.
وها أنا ذي, أكتب في يوم انتهاء العلاقة الثانية.

أحببته لعدة أسباب, ربما أحبب فيه أولا مركزه الأكاديمي ولمعت عيناي وقت حكيه عن طموحاته ورغباته المستقبلية, أحببت فيه هذا. وأحببت فيه وجوده وقت قبولي بمنحة الماجيستير وبداية تعلقنا ببعضنا البعض وكرهت عاداته الغريبة, تركه لي في منتصف الشارع وأخيرًا انفصاله عني تحت مسمى قسوتي.

قالت لي مرة بنت خالتي, اني سأتجاوز انفصال الخطوبة هذا وسأمر بالعديد من الريباوند. أفكر فيما قالته لي في علاقتي الأخيرتين.
لأنها عقبت ان الريباوند سيكون قاسي وربما يكون مؤذي وأن علي ألا اقبل بهذا بأي شكل من الأشكال.

لم يؤذيني حبي الأول بعد انفصالي عن الخطيب السابق. كان جميلًا طيبًا ببعض الإضطرابات النفسية الغير مؤذية في بعض الأحيان والمؤذية جدًا في أحيان اخرى. أحببت غرفته وأحببت اللون البرتقالي فيها. عندما صرح لي عن حبه لم ابادله في البداية حتى أتى هذا اليوم في آخر العام الماضي, كنت قد عدت من مؤتمر سخيف ومررت بمنزله, جلسنا جبنا لجنب نتحدث عن الحياة وأخذت حاسبه الآلي وحاولت ان اقرأ ما علي قرائته. ضمني وأراح رأسه على صدري.
كم أدفئني هذا وغمر قلبي بالحب.
حين قالها لي وقت توديعي هذا اليوم, لم استطع إلا ان اقولها.
كطفل برئ, هشمت هذه العلاقة لأني لم استطع ان ادخل بها في هذا الوقت. كان محمل بالعديد من الإضطرابات وكنت بحاجة لسماع صوتي بعد الوقت.

لم أستطع الإيفاء بوعدي لنفسي للكثير من الوقت. طاردت الدكتور الجامعي حتى صرح لي بحبه وصرحت له بحبي وتبادلنا المشاعر. 
لم تكن الأمور صحيحة كما يقول التعبير الانجليزي: اتس جاست وازنت رايت.
حين افترقنا اليوم, بدت المحادثة طيبة وحسنة.

 لم إذا ابكي اليوم ؟ 
لأني حزينة.
حزينة اني هنا 
اجلس وحيدة 
افتقد عائلتي
افتقد امي 
افتقد ابي وحضن أبي 
افتقد اخي وبناته
افتقد الدفء 
اخرج كل المشاعر السلبية بداخلي لربما اشعر بتحسن بعدها.

لا أندم أبدًا على المسار الذي آلت إليه الأمور, لم أكن أتخيل نفسي معه ولا مع خطيبي السابق ولا حتى مع اول ريباوند.

أجلس معك يا حالي العزيز وقد رغبت في ان اوضح اني بحاجة لعقد الأمور بطريقة جيدة معك. لعلنا نبدأ بداية صحيحة ونرى العالم بطريقة مختلفة.

لا ارغب بالانتحار الآن. أرغب بأن اعيش هذه الحياة وان أرى ما فيها واتعرف على أشخاص آخرون واشعر بالحب يغمرني مرات ومرات ومرات.
لقد مررنا بالقليل. ومازال أمامنا الكثير لنراه ونعيشه.
إلى لقاء آخر يا حالي العزيز وإلى تقييم جديد.

https://soundcloud.com/abdullah-muhammad-4/woman-in-the-midnight

No comments:

Post a Comment