يا عزيزتي، هوني عليكِ.
هؤلاء الاشخاص الذين يحاوطونك، يحدثونك، يحاوروك تحت قناع من الكياسة والوجه الحسن، ماهم إلا اشخاص يأتون ويذهبون، لا يبقون بالضرورة ولا يرحلون.
انت من تبقين، دوما، تبقين انت، مؤنسة وحشة وجودهم بنفسك المتفردة.
يا عزيزتي، هوني عليكِ.
مهما حكيتِ لهؤلاء الأشخاص عن تجربتك الخاصة وعن مواقفك الشخصية شديدة الحميمية، لا تأملي كثيرا في إيجاد الود والحب.
لا تأملي في إيجاد الفهم والطاقة على الاستيعاب والادراك.
لا يدرك ما تقوليه غيرك يا عزيزتي، فهوني على نفسِك وصادقيها برفق وبود، فمجددا، انت من تبقين، دوما، تبقين انت مؤنسة وحشتهم بنفسك الصديقة.
ياعزيزتي، هوني على نفسِك.
لست بحاجة لتفسير افعالهم على هواكِ. تذكري أن بالعالم افلاك اخرى غير فلكك وان الآخرين لا يسبحون في عالمك انت فقط. اعلمي عزيزتي ان الانسان بحق حيوان اجتماعي، هذا امر مفروغ منه، لكن هذا لا يستدعي ولا يعني بالضرورة الحاجة لأن تحصلي على موافقة العالم، فليذهب من يملي عليك الأوامر للجحيم.
عزيزتي، هوني على نفسِك.
اذا كنت بحاجة لنفس بشرية لتمدك بالحنان والود فهذا طبيعي وصحي, اسعِ إليها ولكن يا عزيزتي لا تجعلي من هذا مقصدك وهدفك في الحياة، وإن وجدتِ من يؤنس وحشتك ويمدك بما تحتاجيه فلا تأملي كثيرًا بدوام هذا الامر, تذكري دوما انك من تمدين نفسك بالطاقة والقوة، فانت الطاقة المتجددة الدائمة ولو احتجتِ يوما لطاقة خارجية تحنو عليكِ وتحتويكِ، فتذكري ان هذه الطاقة مؤقتة، لأنك يا عزيزتي من تبقين، دوما، تبقين انت الطاقة الدائمة والملجأ الوحيد إليك.
يا عزيزتي، هوني على نفسِك.
فإذا ما انشأت هذه العلاقة القوية بروحك ونفسِك وآنستِ إليكِ من وحشة العالم الخارجي ومايزال برد وقسوة الواقع ملازمًا، فلك الله.
دوما وابدًا، فلا ملجأ منه إلا إليه وهو السكن الدائم والملازم الاول والاخير مادمت حية.
تذكري يا عزيزتي ان المنزل والمسكن لا يهمان ما دام هو معك. فهو سكنك ومنزلك ومنه الأمن والدفء وفيه الحب والفهم ومعه الراحة والسكن.
تذكري يا عزيزتي، في وحدتك هذه، هو السكينة والمحبة، فيه الفنا والحياة. ومادمت قد آنستِ وحشة العالم الخارجي، سيبقى معكِ يؤنسك ويمدك بكل ما تحتاجين من مؤازرة ومواساة وقتما تطلبين ويحيطك بالدفء وتسعه رحمتك.
وتذكري دوما أن منه وإليه السكن.
No comments:
Post a Comment