Saturday, February 6, 2016

مونولوج شخصي



هذا الصباح تملؤني الأفكار المتناقضة.
تهاجمني وتحركني يمينا ويسارًا.
لا أدري ماذا بي..
احاول الحديث مع نفسي وفهم ماذا جرى , لماذا اجد نفسي في هذه الحالة؟
لا اريد الخروج من بيتي وإن وَجَب عليَّ الخروج, فلا اريد الابتعاد عنه كثيرا.
ارى جسدي متعبا صابئا لبعض الراحة راغبًا في فعل اللاشئ هذا اليوم.
يتملكني الخوف, اخاف ان ارجع مرة اخرى للحالة التي تنتابني دوما وقتما اشعر انني على وشك ان افعل شيئًا جادًا.
اخاف من نفسي, أخاف هذا الشعور, هذا التراخي, هذا التكاسل...
يدور صراع بداخلي هل استحق هذا القسط من الراحة؟ أم انني فقط اتكاسل؟

البارحة أجبت عن سؤالٍ بصدد نفسي ببعض من الزهو والسرعة, أجبت بكل ثقة, أني اعرفها تمام المعرفة وأني بحق أدرك أسباب تصرفاتي ودوافعي الحقيقية , لا أتجاهل صوت نفسي وبالقطع لا أقمعها.
اليوم اتسائل, هل هذا صحيح؟
الحق يقال بعدما أجبت هذه الاجابة سرعان ما وجدت نفسي جاهلة, لا ادرك سوى قشور نفسي, لربما حاولت الحفر ولكني لم اصل إلا للقشور, ولكم يسيئني هذا...
لا أعرف الآن, بحق لا اعرف ماذا بي.
الساعة تتجاوز العاشرة والنصف صباحا وقد استيقظت كعادتي منذ السادسة. ادرك الآن اني لا اريد الذهاب لورشة النجارة, لا ليس اليوم..
هذا هو اليوم الأخير في الورشة .. حقًا هو آخر يوم , لكن لا اجد في نفسي الطاقة التي تدفعني للذهاب.
لا أجد في نفسي الطاقة للمشي والذهاب بالمواصلات العامة ولا حتى القيادة.
كفاني.. كفاني كل تلك المشاوير الطويلة المستنزفة للطاقة.
فقد اريد اليوم ان أسترد نفسي و ان اسمع صوتها قليلا.
اريد يوما لي, لا اكون فيه محاطة بالبشر ولا آجد الضرورة في بدء الحديث وإثارة المواضيع من أجل عدم الشعور بالغرابة.
لا اريد الحديث بحق.
لا اريد ان افتح فمي واتحدث مخافة مما سيصدر منه.

يا إلهي...
ألهذا لا اريد ان أذهب في اي مكان؟
لأني اريد الحديث مع نفسي؟ لأني اريد الاستمتاع ببعض لحظات السكينة والهدوء, حيث أكون قادرة على فعل شئ ما بدون ان يحاوطني الكثيرون؟
بلى..
أعتقد انه سبب من الاسباب العديدة.
متى كانت آخر مرة استمتعت بها ببعض الوقت بمفردي؟
أكاد أشعر انني شخص آخر من كثرة الالتزامات والخروج وعدم تكريس بعض الوقت لشخصي أنا.
كيف لا يكف فمي عن الحديث, كيف أقاطع الآخرين لأني ارى ان مداخلتي مهمة؟
كيف فقدت موهبة الاستماع بلا مقاطعة؟
لا أجد في الصمت راحة, كيف هذا وقد كنت استمتع بلحظات السكون والتأكد ان من الممكن امضاء بعض الوقت مع الآخرين بلا كلام, بل إن اغلب العلاقات الناضجة تقوم على وجود صمت بلا اي غرابة بل كمكوِّن دال على الارتياح.
حتى أني لا أذكر آخر مرة أبلغت أحدهم بعدم استطاعتي مقابلته لأني بحاجة لقضاء بعض الوقت مع نفسي.
فلأكن صادقة اذًا ! 
لا حاجة لهذا الهراء ! 
لا حاجة لان آتي على نفسي من أجل الآخرين فهذا محض هراء ! 

هل انا إذا مستريحة مع قراري هذا ؟
لن اذهب اليوم لورشة النجارة , لن أذهب اليوم لجلسات القراءة اللطيفة , لن أذهب الى أي مكان اليوم؟ 
هل أوافق أنا على هذا القرار؟ علمًا بأن السبب الوحيد لعدم ذهابي هو رغبتي في قضاء بعض الوقت وحيدة مع نفسي, لأني بحق افتقد الأنس مع نفسي؟


نعم..
أوافق وانا بكامل اقتناعي.



No comments:

Post a Comment