Wednesday, January 20, 2016

لفريد

فريد العزيز
ازيك ؟
وحشتني..
الجمل والكلمات في عقلي بتجري ورا بعض عشان تكلمك
للدرجة دي افتقدت وجودك وروحك وكل حاجة.

ازيك يا صديقي؟
أخبار الجنة ايه؟ اخبار لوح التزلج بتاعك فوق ايه؟
لحد دلوقتي كل ما اشوف لوح تزلج ابصله بمضايقة شديدة عشان كان سبب انك ماتبقاش معانا دلوقتي...
بس بافتكر انك كنت بتقول ان التزلج ده كان يستحق, فعلا بيستحق؟

يا فريد..
كل حاجة بتخليني افتكرك.
في ناس كتيرة جميلة زيك, جميلة من كل النواحي اللي انا قادرة اشوفها
مش قادرة افكر غير اني هافقدها بسرعة عشان هذا العالم مش لطيف كفاية انه يحضنهم...
انا خايفة يا فريد..
خايفة الناس اللي حواليَّ الطيّبة والجميلة تمشي وتسيبني زيك 
وعمري ما كنت خايفة في حياتي من الموضوع ده قد دلوقتي.
انت عرفتني قوية شجاعة وواثقة في نفسي
لكن انا دلوقتي أجبن من البنت اللي انت عرفتها في الهند..

يا فريد, 
ازمات نفسي بتتكرر كتير الفترة اللي فاتت
باحاول اتجاوز أي حاجة ممكن تخليها تجيلي لكن بافشل.
بافشل فشل ذريع يا فريد...

كنت بتحكيلي عن الأفلام اللي اتفرجت عليها مؤخرًا, ياه.. قد ايه افتقدت الحوار ده.
امبارح اتفرجت على فيلم اسمه بيرد بيبول
اتفرجت عليه لوحدي وباشكر ربنا ان شائت الصدف اني اتفرج عليه لوحدي.
شخص الفيلم الرئيسي كانت بتجيله أزماتي
بالضبط
وفي لحظة ما قرر انه يوقف كل حاجة بيعملها في حياته, يوقف شغله ويسيب جوازه ويقعد في اوروبا.
كلمات كتير قالها كانت بتلمسني
ولما مراته سألته هو بيعمل كدة ليه قال انه حاسس انه زي السكر اللي بيدوب...
كل الناس في السينما ضحكت في اللقطة دي وحست انه مش سبب كفاية..
لكن, ده كان أكتر تعبير واقعي.
نوبات العياط المفاجئ,
عدم القدرة على اني آخد نفسي,
وجع شديد في صدري..
الضغط والتوتر المكتوم..
كل ده يا فريد كان بيمسني.
وفي اللحظة اللي كان كل الناس شايفين انه دي تفاهة وهروب, كنت حاسة ان دي أكتر حاجة منطقية
وفي لحظة انفجاره في العياط كان الوقت اللي حسيت بحجم معاناته وتعاطفي وعياطي.

يافريد, مش قصدي اقلقك عليَّ, انا بس باحكيلك..
انا بس مش عايزة ابقى زي السكر اللي بيدوب في الآخر.
أعتقد ان نظرتي لحاجات كتير اتغيرت, منها الناس اللي بتسيب حياتها كلها وتمشي من غير أي أثر.
انا دلوقتي متفمة موقفهم
وأعتقد ان انا بافهم نفسي والناس اللي حواليَّ أكتر...

بس يمكن دلوقتي أكتر حاجة مش متصالحة معاها هو التغيير.
غريب مش كدة؟
جملة "كل حاجة مؤقتة" بالنسبة لي مرعبة.
حلو ان أزماتي تبقى مؤقتة وان وجع وصدمات سنتين فاتوا هايروح وابقى كويسة وعادية جدًا
لكن انا مش عايزة كل حاجة في حياتي تبقى مؤقتة, في حاجات كتير قوي انا حاسة انها نعمة ومقدرة وجودها ومش عايزاها تروح.

فريد,
لأول مرة يتعرض عليَّ سفر كتير وأرفضه وماروحش
انا مش عايزة اسيب اللي هنا خوف من ان حب أهلي والحياة اللي نوعا ما هادية والشغل اللطيف يبقى حاجات مؤقتة.
وبافكر في خطط استقرارية أكتر من خطط تغيير وسفر.
انا عارفة..
وانا عارفة ان زي ما قلت "الحياة اكبر مننا احنا الاثنين على بعض يا غيداء. لسة فيه أماكن كثير تتراح, و ناس كثير تتقابل, و مواقف محرجة كثير تعرفنا اكثر على نفسنا, و حاجات هبلة كثير تعرفنا اكثر عن شخصيات موجودة في العالم حوالينا. والواحد منا لازم يعدى بكل ده, مش علشان يوصل لحاجة, بس علشان يبقى بيتعامل احسن مع المواقف اللى هتبقى بتحصل ساعتها."
بس مش متصالحة مع فكرة الترك. دلوقتي على الأقل.
لكن انا كويسة.

انت كويس؟
انت عارف اني بحب الحمام واعتقد فاكر كويس قصة الحمامتين اللي كانوا بيصبحوا عليَّ واحساسي انهم جدي وجدتي بيطمنوا عليَّ ويسلموا عليَّ.
انت كنت بتسلم عليَّ من قريب ؟
أعتقد ان كان في حمامة سلمت عليَّ من يومين في الشغل وقعدت معايا شوية عالصبح وبعت معاها سلامي ليك.
لو الحمامة كانت انت فأرجوك تعالى كتير, وجودك بيونسني
لو لأ فأرجوك تعالى سلم عليَّ من وقت للتاني.

سبحتي بتسلم عليك وبتقولك لو كانت تعرف انك هاتسافر كانت راحت معاك تشوف مكان جديد بدل ما انا حبساها معايا هنا.

مفتقدينك يا فريد...

حبي وسلامي,
غيداء

No comments:

Post a Comment