Sunday, February 21, 2016

بيو بيو


ماذا عن رائحتك؟
لمَ أجدها تملأ غرفتي اليوم ونحن حتى لم نتلامس البارحة؟
هل أغرقت بها روايتك التي اهديتني إياها؟
عزيزي, كتبت لي مهديًا أنه من أكثر الأيام المريحة التي قضيتها مؤخرًا.
يسعدني هذا, بحق.
لكن لا يسعدني تصرفاتي تجاهك, أراها في بعض الأحيان كثيرة الاصطناع.
لا تسعدني تلك الحركة السوقية التي يقوم بها الكثيرون حين يقومون بإلقاء نكتة او فكاهة ما و يلامسون ايادي بعضهم البعض, أشعر بالكثير من الغرابة واشعر بقدري يتضائل ويصغر وأني اساهم بشكل ما في رواج هذه الحركة السوقية واستمرارها.
لا يعجبني بالقطع عجرفتك مع النادل وكونك غير ودود معه.
ولا يعجبني كذلك عدم قدرتك على السكوت, يبدو هذا فظًا مني بعض الشئ ولكني كنت حقًا بحاجة إلى بعض الهدوء, فقط من أجل إمساك بعض المقطوعات الهائمة في رأسي قبل ان تطيرها الأجواء الكئيبة.
وأكثر ما يثير دهشتي, كيف بحق السماء أجد مدك ليدك البارحة كي تصافحني قبل أن أرحل تصرف أخرق لأني لم أكن لأقبل وقتها بأقل من عناق لشكرك على هذه الامسية اللطيفة.

عزيزي, لن أطالع روايتك التي اهديتني إياها فحاليًا أقرأ رواية أخرى.
عليها إذًا ان تنتظر مع قريناتها من الروايات المؤجلة وتلتزم بالصف الكبير.
حسناً..
من الممكن ان اقدم لها استثناء ولكن هذا الاستثناء يلزمها بأن تظل في صندوق مغلق لا يفتح الا من الحين للحين.
أتعرف لمَ؟
لأنك, ياعزيزي, كما قلتُ سابقًا, أغرقت روايتك برائحة عطرك, ربما لم تفعل هذا عن عمد ولكن وربي أكاد أشم رائحتك في كل صفحة ! 
وقد قمت صباحًا بتجربة لطيفة حيث قلبت صفحاته مقربة أنفي لأفهم هل انا موسوسة إلى هذه الدرجة أم ان الرائحة تنساب بحق؟
لا داعي لسرد نتائج تلك التجربة, يكفي فقط ان أقول اني سأحبس روايتك المفضلة هذه في صندوق, لا لأشم رائحتك من وقت لآخر ولكن لأسجن هذا الهواء الملوث برائحتك التي تفقدني ادراكي بالأشياء في هذا الوقت.
بحق السماء, اريد التركيز في حياتي بعض الشئ يا عزيزي ولا أحتاج لرائحتك الحلوة هذه لتفقدني هذا التركيز.

No comments:

Post a Comment