Thursday, February 2, 2017

102 POLOGNE


'The woman I want to be'

في ليلة من الليالي الساحرة, اتفقنا ليا وانا اننا نتعشى بره, كان تاني يوم لينا في فراتسواف وماكنتش فاهمة قوي ليه يعني نتعشى بره احنا لسة شاريين أكل وممكن نرجع البيت ونعمله بدل ما نبقى استهلاكيين وخلاص.
ليا ليها خلفية مطبخية لطيفة, عيلتها عندها مطعم في بوردو لطيف جدًا وهي كانت أهم حاجة عندها اول يوم لما عملنا الجولة هي اننا نروح سوق شعبي عشان تقدر تتذوق الروائع البولندية.
للأسف أملها خاب جدًا في أول يوم لأن السوق اللي كان موجود كان محطوط في مبني ومكانش شعبي كان اكتر سياحي وهي أصابت بخيبة أمل لابأس بها.
ما علينا.
في هذا اليوم, قررنا ناخد الترام لنص المدينة واتعشينا في مكان لطيف واكلنا أكل لطيف, سبانخ بالجبنة على الطريقة البولندية وسالمون بالطماطم والبتنجان والبطاطس.
مش عارفة الحقيقة ايه اللي جاب الكلام, بس كعادة الفرنساويين, العشا وجبة أساسية تمتد لساعات ويتم النقاش فيها على مصير العالم او حاجات تافهة تانية زي نكتهم المش مفهومة قوي.
المهن, اتكلمنا على الإختيارات, الحجاب, الإسلام, كوني هاتطوع شوية في المركز الإسلامي اللي هنا والخ.
كنت باحكيلها ان إيماني بيمر دايمًا ب"أبس اند دوانز" وان في ليل كانت داون كبيرة. أعتقد اني كنت باخد القرءان والترتيل كما وصفت من فترة متصوفي الزمالك اللي اتضايقت من نفسي بعد كدة عشان وصفتهم بهذا الوصف لجهلي بخبايا البشر بس بما اني كنت باتكلم على حالي, فانا كنت باخد الحالة المجردة من الاسلام, هذه الروحانية بلا أي ممارسة للشعائر.
اعتقد دي حاجة سيئة جدًا في حق نفسي, او هكذا أعتقد, هو ان الواحد اناني, عايز يوصل لهذه الراحة او الطمأنينة بشكل او بآخر من غير ما يعدي بمراحلها الأولانية.
او مش عارفة, يعني الطمأنينة ممكن تيجي من حاجات تانية كتير, يمكن التفسير الإجتماعي هايقول ان بسبب التنشئة اللي مريت بيها فبلاقي الراحة في هذا ودي حاجة مش سيئة يعني بالعكس.
المهم, اتكلمنا على الحجاب, هذه المسألة الشائكة دائما وابدًا دلوقتي. واتكلمنا على الدين والاسلام.
حكيتلها اني متضايقة قوي ان المسلمين بياخدوا الاجتهادات كأمر مسلم بيه ومش بيحكموا عقلهم في أيتها حاجة وان دي حاجة سيئة جدًا, اتكلمنا على ان رجال الدين اوقات كتير بيكونوا واجهة سيئة وان عشان كدة مثلا كان في تطور في اتباع الدين المسيحي والكاثوليكية وظهور البروتستانية لوقف سيطرة رجال الدين وتوصيل النصوص الرئيسية لعامة الشعب.
في حين ان لحد دلوقتي احنا بنعمل ايه لما نتوه او انا حتى باعمل ايه لما اتوه, اروح اسأل ماما واخد كلامها مسلم بيه مع ان ربنا سبحان الله يعني عرفوه بالعقل وأكيد برضة سبحان الله ماداهوناش زينة وخلاص.
اتكلمنا على الحجاب, على الآيات المختلفة اللي بتفسره, اتكلمنا على ان انا لو انا لابساه دلوقتي فهو بحكم العادة ليس أكثر ولا أقل ومش من باب التدين ولا الإسلام, هو مجرد للأسف الشديد قطعة مكملة للبسي.
حكيت ل ليا على اكتشافاتي الصغيرة وقراءاتي المعدودة بخصوص الحجاب وان ازاي الدين آه كان تقدمي بس للأسف المجتمع اللي كان موجود فيه فرض أشكال مختلفة من البطريركية على الستات مع ان الإسلام في الأصل كان نصير للمرأة وبيحاول يقدم حقوق كتيرة ليها مكانتش موجودة.
هنا دايما بتحضرني قضايا زي الميراث واختلاف وجه الحياة وان اكيد اللي كان بيحصل زمان وقوانينه لا يمكن تطبق دلوقتي. يعني بوجود هذا الكم من عدم العدل وتلبيس الأم في تولي امور الصرف على البيت والشغل وكدة لأ وايه تاخد كمان نص اللي اخوها ياخده لو ورثت, ده ايه الظلم ده.
ربنا عادل, انا متأكدة من ده, بس هل المجتمع وظروفه الحالية مش المفروض انها تغير في الشرائع او القوانين؟ طيب يعني باختلاف الأزمنة المفروض تتغير القوانين, صحيح بيقولوا ان القرءان جه لكل الأوقات بس يا رب يعني انا عارفة انك عادل ولطيف بس في ناس ممكن تتبهدل في حاجة زي كدة.
المهم, في موضوع الحجاب, تباينت الآراء في اللي قال ان الحجاب هو النقاب وفي اللي قال انه خمار وفي اللي قال انه زي اللي بالبسه دلوقتي وفي اللي قال انه بس تغطية الجيوب واللبس المحتشم.
كل ده لأن النص يحمل أكتر من معني وله أكتر من تفسير وكل واحد بيفسر حسب عصره وزمنه وخلفيته الإجتماعية وتنشئته وإلخ. يعني دي كلها عوامل المفروض تتاخد في الحسبان.
ايا ماكان ده حديث يطول الكلام فيه وانا لما بابدأ مش باخلص.

ليا سألتني طب انت مش عايزة تجربي تخرجي من غيره, انت في مكان محدش يعرفك فيه, محدش مهتم أصلًا... سؤالها ده كان سؤال فيه جرأة معتبرة بالنسبة لي. لأن بغض النظر ان اختي قالتلي انها عملت كدة وان في الآخر اختارت اللي بيريحها وعملته, انا لم أجرؤ يوم اني اعمل كدة. يمكن لأن بشكل كبير, بحس ان الحجاب علامة مميزة جدًا وانه بشكل او بآخر بيميزني وبرضة بشكل او بآخر بيحدد جزء من مين أنا.

واحد من الحاجات الكتيرة قوي قوي قوي اللي انا شاكرة جدًا لوجود جازيا فيها و وجوده وقتا ما في حياتي, هي النقاشات, كنت باحس ان نقاشاتنا دي بتنمي أبعاد كتير فينا. كنا بنتكلم على ان البني آدمين بيتغيروا, سنة الحياة وكدة. ده شيئ طبيعي محدش اختلف عليه, جزء من عملية تطورهم ونموهم. وان حتى الناس اللي حواليهم, كجزء من كرم أخلاقهم, بيتقبلوا التغيير وبيحبوا هذا التجديد. وطبعا بيحضرنا مقطع أم كلثوم "جددت حبي ليك".
فدلوقتي انا فكري اتغير تماما عن الشخصية اللي كنتها وقت ما لبست الحجاب, فكري, افعالي, تصرفاتي, كل كل حاجة اتغيرت. فهل انا المفروض اني افضل خارجيًا زي ما أنا؟ طب ليه؟ عشان مين وعشان ايه.

في الوقت ده رديت على ليا اني مش عايزة اقلع الحجاب لأني خايفة ان ايماني يضعف وتبقى مرحلة تانية من الداونز. بس انا اصلا كنت بامر اوقات كتير بالداونز ولا في ايمان ولا صلاة ولا غيره وبابقى لابسة الحجاب وحتى كلامي مع ربنا كان قليل ومقطوع. فإيه بقى ها؟ ايه بقى؟
ليا حكتلي قصتها مع إتيان. الإكس بتاعها. حكتلي انه في العلاقة دي هي ماكانتش عارفة تكون الشخص اللي هي عايزاه, كان هو دايما مسافر ودايما خارج إطارها وهي دايما كانت خايفة يخونها وغيرانة دايما ودي مكانتش الشخصية اللي هي عايزة تكونها على الإطلاق.
لما انفصلوا الموضوع اختلف, شمت نفسها, بقت نفسها, اخدت قرار وهي عارفة هي عايزة تبقى مين دلوقتي وهاتكونه ولما بقت مع هيوجو كانت بتحكي قد ايه هي the woman she want to be مش محتاجة خالص تعمل اي حاجة عشان تبان مختلفة, واثقة في نفسها أكتر وشايفة ان ثقتها في نفسها دي بتخليها عارفة نفسها كويس. بتسمع صوتها وما يملي عليها فكرها في الوقت ده وعارفة هي بتعمل ايه وليه بتعمله ودي حاجات كلها اساسية جدا.

حاليا انا محتاجة افهم الحكاية مع نفسي, انا ايه هي الست اللي عايزة اكونها دلوقتي بلا أي بطء وكسل, لأن كل مادة انا باسيب الحياة تاخد مجري الأمور انا باضيع, بافوت على نفسي فرصة اني اسمعها وافهم أكتر عايزة اعمل ايه.
انهاردة انا قلت هاجرب انزل من غير طرحة وقد كان. ليه؟ لمجرد التجربة ليس أكثر ولا أقل.
اعتقد عملت كدة بيكوز أي كان. ليس أكثر ولا أقل.
هاقعد اتفاهم مع نفسي شوية واعرف انا ايه الست اللي عايزة اكونها عشان نتوصل لقرار ونقفل الموضوع ده.

No comments:

Post a Comment