تتكاثر الشعرات البيضاء فوق رأسي كما لو أنها تخوض حربًا قاسية مع قريناتها السوداء.
تشن هجومًا على مقاطعة بأكملها فتحول الخصلات السوداء لخصلات ناصعة البياض لا لون فيها.
كأي رئيس دولة ديكتاتوري, حاولت في البداية قنص وقتل كل شعرة بيضاء والتمثيل بها حتى لا تسول نفس خصلة سوداء ان تتحول فتلاقي ما لاقت البيضاء من قطع الغذاء والماء والنور.
ولكن يبدو ان تلك الإستراتيجية لم تنجح.
لم تنجح على الإطلاق.
اتسائل هل ياترى هنالك حرب ما تدور برأسي بين الأسود والأبيض؟
أم ان الأسود يمتثل لرغبة الأبيض باقتناع تام؟ هل هناك مناظرات لاقناع الاسود بالتخلي عن لونه وكيانه وما يميزه فوق رأسي؟
أهرع لوالديَّ شاكية حال رأسي وما أصابه من تجرد في الألوان وتغير في المعاملة فلا أجد منهم إلا اتهامي بالتقصير تجاه أكلي وتغذيتي , لافتين نظري ان وجهي أصبح أصفرًا..
أستبعد كلامهم بشدة لكن يدور بخلدي بعض التساؤلات, ترى, أتهرب الألوان من أرضي ؟ تبدأ بشعري وتمر بوجهي وتنتهي بآخر إصبع في قدمي؟
في تلك المرحلة القاسية, هل ستهرب الألوان من عيني لأري الدنيا كما أرى شعيرات رأسي, سوداء بيضاء وما بينهما؟
أم أنه جسدي يحدثني بأن بقائي في هذه الأرض القاسية لن يدوم؟
ترى اتنتقل روحي لكائن آخر, أيكون قط من قطط الشوارع ام يكون كلبًا مدللًا في بيت من بيوت الارستقراطيين؟
أم انه سينتهي الأمر بروحي زرعة صغيرة تنبت بين الصخر ويدوسها الأفراد بلا اعتبار لوجودها؟
لطالما فكرت ان حياتي في هذا الجسد محدودة وغير دائمة.
على كل, لن أحارب غزو التجرد من الألوان ولنرى ما يمكن ان يصيبنا جراءه.
No comments:
Post a Comment