- حسين! ترمومتر البرودة عمال يزيد وشكله هايفرقع!
- ايه ؟ يا خبر ألواااان.
هرع الاثنان لمشاهدة ترمومتر البرودة. في صمت, وقفا جنبًا لجنب بلا أي تصرف تجاه ما يحدث. تراجع حسين خطوتين للخلف وارتمى على أقرب كرسي.
- وهانعمل ايه دلوقتي في المصيبة دي ؟ ده منصور بيه لسه مغير العدة كلها من شهر
- ماهو طبيعي يعني يا حسين, حاجة بالحجم ده لازم تتغير كل شوية, وبعدين منصور بيه ده عنده فلوس متلتلة, يهز ايده حبتين ويبحبحها.
عزت كان دومًا يبدو لامباليًا, بطلته المعروفة التي لا يغيرها أبدًا رمقه حسين بنظرة طويلة آخذًا إياه من أسفل قدماه حتى أعلى نقطة في شعره, يرتدي كل يوم قميصًا رمادي رافعًا ياقته محاولًا الظهور بمنظر الشاب الخطير, وبنطال كحلي اللون.
وجنتاه محددتان, اعتقد في البداية حسين ان هذا لقلة ما يأكل ولكن لاحقًا تبدى له أن لا علاقة لوجنتاه المحددتان بقلة الأكل فقد كان عزت يأكل ما يتبقى من الجميع ويظل نحيلًا كعود الخلة.
لابسًا نظارته الحديثه الذي يتباهى بها عادة, خافضًا إياها لتكون على مقدمة أنفه ناظرًا له من فوقها قائلًا:
- مالك يا سحس, تنحت كدة ليه, فوق كدة وشوف هانعمل ايه في موضوع الترمومتر.
لم يستلطف يومًا حسين عزت, كان زميله في العمل ووجب عليه أن يتحمل رائحته الكريهة كل يوم.
كان يعرف متى يصل عزت للمبنى. محملًا بمزيج من رائحة التبغ والعرق والعطر الثقيل, كانت رائحته تسبقه دومًا قبل أن يدخل لغرفة التحكم. إلا أن عزت بكل تلك اللامبالاة التي يظهر بها كان زير نساء وقد كان يحسده كثيرًا على قدرته على التعامل الجنس اللطيف.
كان حسين يرثي حاله وهو شاب في أواخر الأربعينات, أعزب, يعيش مع قطته سيلو التي أصبحت مؤخرًا تصدر الكثير من الأصوات الغريبة, ظن دومًا انها تريد ان تتزوج ولكن في هذا العالم المضطرب يبدو صعبًا للغاية ان تتزوج سيلو للغازات التي ستخرج لدى الولادة مما سيسبب اضطرابات أكثر لهذا العالم.
- ايه ؟ يا خبر ألواااان.
هرع الاثنان لمشاهدة ترمومتر البرودة. في صمت, وقفا جنبًا لجنب بلا أي تصرف تجاه ما يحدث. تراجع حسين خطوتين للخلف وارتمى على أقرب كرسي.
- وهانعمل ايه دلوقتي في المصيبة دي ؟ ده منصور بيه لسه مغير العدة كلها من شهر
- ماهو طبيعي يعني يا حسين, حاجة بالحجم ده لازم تتغير كل شوية, وبعدين منصور بيه ده عنده فلوس متلتلة, يهز ايده حبتين ويبحبحها.
عزت كان دومًا يبدو لامباليًا, بطلته المعروفة التي لا يغيرها أبدًا رمقه حسين بنظرة طويلة آخذًا إياه من أسفل قدماه حتى أعلى نقطة في شعره, يرتدي كل يوم قميصًا رمادي رافعًا ياقته محاولًا الظهور بمنظر الشاب الخطير, وبنطال كحلي اللون.
وجنتاه محددتان, اعتقد في البداية حسين ان هذا لقلة ما يأكل ولكن لاحقًا تبدى له أن لا علاقة لوجنتاه المحددتان بقلة الأكل فقد كان عزت يأكل ما يتبقى من الجميع ويظل نحيلًا كعود الخلة.
لابسًا نظارته الحديثه الذي يتباهى بها عادة, خافضًا إياها لتكون على مقدمة أنفه ناظرًا له من فوقها قائلًا:
- مالك يا سحس, تنحت كدة ليه, فوق كدة وشوف هانعمل ايه في موضوع الترمومتر.
لم يستلطف يومًا حسين عزت, كان زميله في العمل ووجب عليه أن يتحمل رائحته الكريهة كل يوم.
كان يعرف متى يصل عزت للمبنى. محملًا بمزيج من رائحة التبغ والعرق والعطر الثقيل, كانت رائحته تسبقه دومًا قبل أن يدخل لغرفة التحكم. إلا أن عزت بكل تلك اللامبالاة التي يظهر بها كان زير نساء وقد كان يحسده كثيرًا على قدرته على التعامل الجنس اللطيف.
كان حسين يرثي حاله وهو شاب في أواخر الأربعينات, أعزب, يعيش مع قطته سيلو التي أصبحت مؤخرًا تصدر الكثير من الأصوات الغريبة, ظن دومًا انها تريد ان تتزوج ولكن في هذا العالم المضطرب يبدو صعبًا للغاية ان تتزوج سيلو للغازات التي ستخرج لدى الولادة مما سيسبب اضطرابات أكثر لهذا العالم.
حسين كان يحسد ايضًا منصور بيه, لنقوده العديدة ونفوذه القوي وكاريزمته الغير محدودة. منصور بيه واحد من اولئك الذين ساهموا في الحفاظ على الكوكب بعمل شبكة زجاجية غطت أنحاء المملكة العربية المتحدة من تأثيرات التغيرات المناخية و تقلبات الجو المتعددة.
كونه من القلائل الذين قرروا اكمال دراستهم الجامعية والتخرج من كلية العلوم قسم الأرصاد الجوية, تولى حسين مهمة الحفاظ على الجو داخل شبكة المملكة العربية المتحدة ولم يفهم يوما لمَ تم تعيين عزت معه في نفس الوحدة وهو بليد ولا يفقه في شيئ سوى اجتذاب الفتيات القاصرات ومغازلتهن.
كونه من القلائل الذين قرروا اكمال دراستهم الجامعية والتخرج من كلية العلوم قسم الأرصاد الجوية, تولى حسين مهمة الحفاظ على الجو داخل شبكة المملكة العربية المتحدة ولم يفهم يوما لمَ تم تعيين عزت معه في نفس الوحدة وهو بليد ولا يفقه في شيئ سوى اجتذاب الفتيات القاصرات ومغازلتهن.
لم يكن هذا يوم حسين المثالي, بالحق, لم يكن هذا عام حسين الأفضل. فقد تقلص مرتبه للنصف, تأخر عن دفع إيجار شقته فطرد منها وصودرت ممتلكاته الصغيرة, حتى قطته سيلو تعرضت للرهن ونجح في إنقاذها بعد ان وضعها في مقارنة مع مكتبته وكتبه, وانتقل للعيش في مقاطعة فقيرة.
الاسبوع الماضي لحسين لم يكن الأفضل, فقد قررت صديقته ان تقطع علاقتهما بعد عشر سنين معًا لتدهور أحواله المالية وظهور نقاط حمراء في وجهه, الأمر الذي أدى لزيادة سوء حالته الصحية وتقضيته ثلاثة أيام في المشفى العام بجوار مريض لا يكف عن الحديث عن سفره لأمريكا اللاتينية وعمله كعامل نظافة لمدة خمس سنين وكنوز القمامة.
متمتلملًا من حياته, كان يومه جميل في المقاطعة التي انتقل إليها, يستيقظ صباحًا ليجد ان المياه قد تم قطعها عن المقاطعة التي يعيش بها بأكملها, عربته تعطلت كالعادة من الأحوال الجوية السيئة, ثلاجته خالية من الأكل الصالح للأكل واختفاء سيلو القطة من شقته, الأغلب انها انتحرت, ليس هناك أسباب تدفع قطة عجوز تريد الزواج ولا تستطيع ان تبقى على قيد الحياة.
الاسبوع الماضي لحسين لم يكن الأفضل, فقد قررت صديقته ان تقطع علاقتهما بعد عشر سنين معًا لتدهور أحواله المالية وظهور نقاط حمراء في وجهه, الأمر الذي أدى لزيادة سوء حالته الصحية وتقضيته ثلاثة أيام في المشفى العام بجوار مريض لا يكف عن الحديث عن سفره لأمريكا اللاتينية وعمله كعامل نظافة لمدة خمس سنين وكنوز القمامة.
متمتلملًا من حياته, كان يومه جميل في المقاطعة التي انتقل إليها, يستيقظ صباحًا ليجد ان المياه قد تم قطعها عن المقاطعة التي يعيش بها بأكملها, عربته تعطلت كالعادة من الأحوال الجوية السيئة, ثلاجته خالية من الأكل الصالح للأكل واختفاء سيلو القطة من شقته, الأغلب انها انتحرت, ليس هناك أسباب تدفع قطة عجوز تريد الزواج ولا تستطيع ان تبقى على قيد الحياة.
دارت العديد من التساؤلات في مخيلة حسين, لم لا يلحق بقطته العزيزة فليس هنالك أسباب تدفعه لاكمال العيش في هذه الحياة التي تتحكم بها التغيرات المناخية و منصور بيه.
أخذ حسين القرار. ولم يتوان عن تنفيذه.
اتجه حسين لمنفذ الطوارئ, كاسرًا الزجاج الذي يفصله عن مطرقة الطوارئ.
حاملًا مطرقة الطوارئ, اندفع حسين إلى ترمومتر البرودة
هاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع
قالها وقد أطلق لساقيه الريح واندفع نحو الترمومتر.
ما إن ارتطمت المطرقة بترمومتر البرودة, ارتسمت ابتسامة ارتياح وتخلص من الحياة على وجه حسين. فقط ليميل جسده للأمام من ثقله وتدخل المطرقة في مقدمة رأسه مسببة نافورة من الدماء التي امتزجت بالنيتروجين السائل مكونة لوحة سريالية بطلها لون الدماء الذي تحول لقطع زجاجية وملامح وجه حسين التي لا تقدر بثمن بعد أن تحولت لمزيج من الدهشة والمفاجأة.
أخذ حسين القرار. ولم يتوان عن تنفيذه.
اتجه حسين لمنفذ الطوارئ, كاسرًا الزجاج الذي يفصله عن مطرقة الطوارئ.
حاملًا مطرقة الطوارئ, اندفع حسين إلى ترمومتر البرودة
هاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع
قالها وقد أطلق لساقيه الريح واندفع نحو الترمومتر.
ما إن ارتطمت المطرقة بترمومتر البرودة, ارتسمت ابتسامة ارتياح وتخلص من الحياة على وجه حسين. فقط ليميل جسده للأمام من ثقله وتدخل المطرقة في مقدمة رأسه مسببة نافورة من الدماء التي امتزجت بالنيتروجين السائل مكونة لوحة سريالية بطلها لون الدماء الذي تحول لقطع زجاجية وملامح وجه حسين التي لا تقدر بثمن بعد أن تحولت لمزيج من الدهشة والمفاجأة.
No comments:
Post a Comment