Monday, June 12, 2017

Goals

الحيطة دي يتمثل اللي انا عايزاه الفترة الآتية في حياتي:
١- علاقة سوية حنينة طيبة وتشاركية مبنية على التفاهم، الثقة والتواصل
٢- التعامل بالقلب، سواء بالحزن الشديد أو الضحكة اللي من القلب
٣- علاقات تسمح بالازدهار بشكل منفصل مع مشاركة طريق واحد زي صورة الجورنال كدة
٤- عمل اللي بحبه وباستريح فيه حتى لو في آخر العالم. المهم راحة وسلامة بالي.

كون أن الصور اغلبها من العيلة لا يعني أن الحياة مثالية وان المثال اللي مذكور يحتذى بيه بالحرف ولكن بيعني أن في حاجات انا هاحب أخدها وفي حاجات مش هاحب اقربلها على الاطلاق. 
وهذا يبنى عليه الأهداف التالية : 
١- السعي في إنشاء علاقة تشاركية (ايا ما كان توقيتها)
٢- الاهتمام بدائرة الاصدقاء المحددين دلوقتي في : ليا، محروس، نهى، بسنت
٣- بدء التدوير على اتجاه في الدكتوراه 
٤- الاهتمام بعلاقتي مع اهلي 
٥- الاتساق والحديث بكثرة مع نفسي.

Thursday, June 1, 2017

111 Pologne - Back to sane relationships

في عصرية هادئة, جلسنا انا وعزيزتي ليا.
في وقت خاص لينا احنا الاتنين, نتشاركه كأفراد كل ليه حياته المنفصلة واراءه المختلفة.
نتشاركه بهدوء وتجمعنا موسيقى هادئة تناسب تباين السماء الزرقاء والأشخار الخضراء وشرفة صغيرة لا تزيد عن ال5 متر.

في هذه العصرية الهادئة ترانا, فتاتان في ملابسهم الصيفية, تستمتعان بالهواء الطلق واشعة الشمس التي قررت ألا تحرق كلاهما بحرارتها العالية.
يتخلل الهواء شعراهما فتراه يلون شعرها البني ويطلي بعض خصلاته باللون الذهبي.


عودة هانئة لهذه العلاقة الطيبة الهادئة الصحية البسيطة, اللتي يبعد عنها التكلف والتعقيد.
يحفها الاهتمام المتبادل والتفهم والاحتواء.

في نخب العلاقات البسيطة التي تشعرنا بالراحة وتكتنفنا بهدوء متفهمة لكل مساوىء الدهر والاختيارات الشخصية الموجعة.


Tuesday, April 18, 2017

The road


بس انت يا غيداء عارفة كويس انت عايزة تروحي فين. 
انت عارفة كويس انت عايزة تعملي ايه. 
عارفة ايه اللي يناسبك وايه اللي هايستنفزك ويقتلك.
انت عارفة كويس.
انا مبسوطة بيكي انك سامعة نفسك وسامعة ايه اللي يريحك.
ماتخرجيش عن الطريق بقى اللي انت عارفة انك عايزاه.
Point finale.

Thursday, February 23, 2017

Pologne l'anniversaire - édition special


Vois sur ton chemin"
Gamins oubliés égarés
Donne leur la main
Pour les mener
"Vers d'autres lendemains 

عزيزي الله, 
اكتب إليك كشخصية "اوسكار والفتاة الوردية" الرئيسية, هذه الرواية التي عرفتها على طريق مصر السويس مصحوبة بمقطوعات باخ في جو غاية في الروحانية غير مربوط بديانة معينة.

عزيزي الله, 

انا متشكرة قوي, ممتنة, ممنونة, شاكرة لكل افضالك ونعمك ولكل الحاجات اللي بتحطهالي في طريقي.
انا شاكرة قوي ان الماجيستير الوحيد اللي قدمت فيه اتقبلت والمنحة الوحيدة اللي قدمت فيها اتقبلت.
شاكرة انك بتحط في طريقي علامات صغيرة بتقويني وبتعرفني على نفسي, شاكرة انك بتفكرني كل شوية اني محتاجة احسن من نفسي.


عزيزي الله, 
انهاردة كان يوم ميلادي, أكيد حضرتك عارف.
اليوم بدأ بمكالمة أهلي وسنة حلوة يا جميل من بابا وماما. بعدين روحنا مستشفى الأورام عشان نتأكد ان كل حاجة كويسة. الجو في المستشفى كان مكتوم يا ربنا وكئيب وريحة العيا كانت موجودة في كل مكان. بالرغم من كآبة المنظر ووحشة المكان وانه مش أفضل بداية للاحتفال بيوم ميلادي إلا إني يا عزيزي تأكدت من انبساطي باختيار نظام الأكل الحياتي.
الصحبة كانت طيبة, ليا وأجات كانوا معايا فالموضوع مكانش مقبض الحمدلله. إيميلي جت وجابت معاها دونتس وكما يسميها اوليفييه "un truc degueulasse", في اللحظة دي كنت بافكر اني أكيد مش عايزة آكل هذا الأكل الغير الحقيقي وكمية السكر الغير منطقية. شكرًا يا رب انك بتحط في طريقي اللي يفهمني.
القعدة في المستشفى فكرتني برواية الصديق المفضلة "كائن لا تحتمل خفته" وفكرتني بالفيلم وتوماش وهو في المستشفى التشيكية.

ليا وأجات جابولي أكتر هدية لطيفة وطيبة في هذا الكوكب, ورد موف -عشان هم فاكرين انه لوني المفضل او غالبا هو لوني المفضل وانا عندي عمى الوان- وأكتر كوباية شاي ظريفة في العالم على شكل قطة حيث اني بحب القطط.
انا شاكرة يا رب اني اخدت قرار اني اقعد في شقة مع هاتين البنتين الجميلتين, كل يوم باحس بالامتنان أكتر لكل القرارات اللي باخدها وبتيسرهالي يا رب.

عزيزي ربنا, 
انا حكيت مع ليا انهاردة الصبح اني محتاجة ابقى نشيطة اكتر ومحتاجة حياتي يبقى فيها حركة ومعنى أكتر.
حكيتلها اني محتاجة اشتغل على نفسي أكتر منها اني اكون صريحة مع نفسي وصريحة مع اللي حوالي, واني احاول اكون متسقة مع نفسي قدر الإمكان وابطل اتكلم واسمع أكتر.
شكرا يا رب انك في هذا اليوم فهمتني حاجات كتير.
بالنسبة للصدق مع النفس, انهاردة صديقي السابق بعتلي ايميل يهنيني ويقولي كل سنة وانا طيبة وانه كان حابب يكلمني بس مكانش عايز يبوظ يومي. اتبسطت قوي قوي, انت عارف باللي في القلب يا ربنا. بعتله قلتله اني هاتبسط لو سمعت صوته وقد كان, تحدثنا لساعة كاملة بنحكي أخبارنا وجديدنا, انا كنت مفتقدة صوته لكن محادثتنا الطويلة دي مكانتش إلا دليل على صداقة طيبة, اتنين صحاب بيكلموا بعض وكان بقالهم فترة طويلة محكوش قصصهم...
انا عارفة كويس اني حاسة اني لوحدي, مش معايا حد اقدر اشاركه تفاصيل حياتي الأكثر حميمية, حضرتك يا رب حططني في اول الطريق واول اختبار اهو. انا عارفة اني وحيدة, بس مش هارمي نفسي في علاقة قديمة او مش هارمي نفسي في علاقة جديدة, مش هادخل اي بطاطا إن ماكنتش مستريحة وانا لذلك شاكرة.

صريحة مع الناس, إيميلي بكرة رايحة مشوار مهم, بس انا محتاجة اجيب نوران من محطة الاوتوبيس وللأسف الاتنين في نفس الوقت, بعت لإيميلي وحكتلها القصة واعتذرت من البداية. انا سعيدة بنفسي اني ماسبتش الأمر في الآخر انها تتفاجئ. شكرا يا رب انك ساعدتني وحطيت في طريقي الناس اللي ممكن تحسن علاقتي بنفسي.

أخيرًا...
انا عارفة يا رب ان حكمتك عظيمة. انهاردة اتفرجت على فيلم les choristes
اعتقد ان حضرتك حطيته في طريقي قبل كدة بس انا كنت اصغر من اني اجمع او افكر او احلل بشكل مختلف زي دلوقتي.
انا عارفة كويس انا عايزة اعمل ايه في حياتي يا رب. عايزة استخدم الفن كوسيلة وسط للتعامل مع اي حاجة , مع العنف, مع الفقر , مع الصدمات او الحياة القاسية. الفن هو الحل. رد العنف بالعنف عمره ماكان حل, رد الصدمة بالحياة القاسية عمره ما كان الحل.
لما اتفرجت على الفيلم الوثائقي بتاع الsistemma لخوسية انطونيو ابرو, بقيت مهووسة بالفكرة دي لمدة 4 سنين الكلية , بادخل ابحاثي في دراستي للسياسة فيها. انا عايزة اعمل حاجة فنية, تخدم أطفال العشوائيات بحيث يقدروا الفن ويفهموا انه مهم وانه ممكن يقدملهم بدايل في حياتهم غير البدايل اللي بيشوفوها ممكن تكون محصورة في أشغال معينة.
الثيم الأساسي لفيلم الكوراليين بيقول : 

" ترى في طريقك, 
صبية ضالين في طي النسيان.
مد لهم يديك
لكي تصطحبهم
لغدوات مختلفة "

انا عايزة اعمل كدة, ده هدفي في الحياة, التنمية بالفن, الوساطة بالفن, الفن الفن الفن...
في المقطع التاني بيقول 


"Sens au coeur de la nuit لمغزي ومعني مختلف في قلب الليل
L'onde d'espoir كموجة الأمل 
Ardeur de la vie حماسة للحياة
Sentier de gloire وضعهم على طريق المجد "

شكرا يا رب انك جددت إيماني بالقضية دي. شكرا انك فكرتني انا عايزة اعمل ايه وباعمله ليه, شكرا انك فكرتني ان العنف لا يمكن يترد بالعنف وان اللطف هو الأساس في هذا الكون الموحش.
موجة الأمل, حماسة الحياة ومعني ومغزي من قلب الليل.

عزيزي الله, 
شكرا على انك ربي, دي نعمة تانية انا شاكرة جدًا على وجود حضرتك وإرشادك لي.


PS: انا كسرت نظامي الغذائي الصحي انهاردة وأكلت بيتزا وايس كريم وندمت في لحظتها من كمية السكر والملح اللي موجودة في الاتنين. شكرًا يا رب على نعمة الإدراك.

Wednesday, February 8, 2017

107 POLOGNE


"God never let us alone"

ميراري بيكاتسو, البنت المكسيكية.
أول فترة اتكلمنا فيها مع بعض, جالي الإحساس العظيم بتاع ان البنت عاملة زي شخصية "خالتي النمامة اللتاتة" تيجي كدة من بعيد وتقعد تقولك مين عمل ايه مع مين وازاي وليه وكان ايه مبرره.
بغض النظر ان ده كان حكم سطحي جدًا. بس ميرا كانت من الناس اللي فعلا طيبة بس حريصة وحنكة.
كانت اول واحدة تعزمنا عندها في الأوضة ال9 متر المحندقة نتفرج على فيلم إنسايد اوت. يوميها جبت تارت شوكولاتة يعني اهو ندخل الأوضة وايدينا مش فاضية. كان في هذا التجمع الصغير ميشيل الأمريكية وكاوي البرازيلي وبس. 
فتحنا التارت وأكلنا منها وبما اننا اربعة فكان نصيب كل واحد الربع. كاوي كان جايب كيندر بس هو بياكل كتير شوية وخلص على 3\4 قبل ما يمشي.
بعد ما خلصنا الفيلم, ساعدتهم نلم الأوضة شوية وطبعا لم يخل حديث ميراري من الحديث على كاوي وكيف انه حرص على تذوق (مش تذوق قوي يعني مور اوف التهام) نصيبه من الكيندر والتارت. 
في الوقت ده ماكنتش اعرف تاريخ كاوي المالي وتجويعه لنفسه عشان مش معاه فلوس واهله هم اللي بيصرفوا عليه, دايرة طويلة من المعاناة في الأكل وتقدير النعمة. مش بعيد خالص على حد بهذه الخلفية انه لما يكون قدامه أكل مش موجود كتير او أكل جايبه ومفتوح انه ياكل براحته, او هكذا أظن.

قلت لنفسي اني مش هاهتم قوي بمثل هذه الملاحظات, عادي في بني آدمين مش بيعرفوا يعيشوا غير كدهو, بس انا هاحاول بقدر الإمكان ابعد عن جلسات النميمة وإن حصلت امامي هاقول بوضوح اني مش بحبها ونسيب كل واحد في حاله.

ميراري كاثوليكية, افتكر كويس انها قالتلي وهي بتودعني ان مش كل الناس بتقدر العيلة والحب والدين, وان بغض النظر ان كل واحد ليه طريقته الخاصة في التعبير عن ده وتقديره, إلا إنها سعيدة ان لقيت حد بيشاركها الثلاثي ده بطريقته الخاصة.
كل يوم حد كانت ميراري تصحى الصبح كأي مسيحية مؤمنة تروح الكنيسة وترجع. مش عارفة الحقيقة كانت بترجع بأنهي مزاج بس أظن لوقت كبير بسبب ان ميشيل كانت بتروح معاها, مكانتش بتبقى حاسة انها على راحتها او يمكن ده كان احساسي.

دعيت الجميع لمصر في رحلة استوائية جميلة, ميراري كانت الوحيدة اللي سارعت لحجز التذاكر, ولو اني ماكنتش عايزة حد ييجي بسرعة تاني يوم ما آجي إلا ان ده الوقت الوحيد اللي كان مناسبها. قالتلي انها هاتاخد التذكرة خلاص بس للأسف القدر ماكانش موافق.
اكتشفت انهاردة وأجات بتحجز تذكرة مصر ان ميراري ماحجزتش اي حاجة بسبب مشكلة بلجيكا, هي مش عارفة تطلع فيرا من بلجيكا.
بغض النظر ان أجات كانت خلاص حجزت في الميعاد اللي هو تاني يوم اوصل مصر (وهو مش معاد جميل قوي بالنسبة لي) إلا اني اتضايقت لفترة وتجاوزت الأمر.
يمكن بسبب هذا الحديث اللطيف اللي دار ما بيننا وهو كما يلي:

"M: you know I still have problems with my belgian visa? well until now life is getting better, but really sweetie, january was tough...
If I apply for an egyptian visa I need first the belgian one, so I need to wait...
G:My dear! I totally understand I'm so sorry for all of these inconveniences... I hope you get the visa and that everything turns good. And eventually after everything turns right I'll get to see you in Egypt hopefully to get rid of all this bureaucratic headache, but my heart is with you and hopefully you'll get everything right inshallah.
M: I trust yes...
God never let us alone, it was just a tough way to prove it lol, I felt like I couldnt anymore that I wanted to fast forward MITRA, could u believe it?
my mom even told me just come back and don't worry everything is gonna be perfect if you want, please just come back... and then I had my answer! like I couldn't stay like that way forever, I had to change my attitude and to try again, and now little by little everything goes better, I still don't have my belgian visa, but apparently I just have to wait for the university to arrange something with the embassy to finally get it, but I have definitely stocked Egypt in my mind, I chose my flight ticket just to be able to go with you, so I cross my fingers hoping I will soon buy it bonita!
G: I love how you described the journey it really reveals how strong you are, God is always guiding us for the best way even if it's hard. I guess through the hardship of the road we learn more about ourselves and gain better sight and more confidence in his wisdom."

انا الحقيقة مش مهتمة قوي باي حاجة اتقالت, غير اننا بنثق في ربنا وان الواحد لما يغير موقفه ويحاول من جديد الأمور هاتتغير. مين عارف, يمكن في نهاية الأمر المرة الجاية اللي اشوف ميرا فيها الاقيها بطلت نم وانزعاجات صغيرة.


Tuesday, February 7, 2017

Cold

- حسين! ترمومتر البرودة عمال يزيد وشكله هايفرقع!
- ايه ؟ يا خبر ألواااان.
هرع الاثنان لمشاهدة ترمومتر البرودة. في صمت, وقفا جنبًا لجنب بلا أي تصرف تجاه ما يحدث. تراجع حسين خطوتين للخلف وارتمى على أقرب كرسي.
- وهانعمل ايه دلوقتي في المصيبة دي ؟ ده منصور بيه لسه مغير العدة كلها من شهر
- ماهو طبيعي يعني يا حسين, حاجة بالحجم ده لازم تتغير كل شوية, وبعدين منصور بيه ده عنده فلوس متلتلة, يهز ايده حبتين ويبحبحها.
عزت كان دومًا يبدو لامباليًا, بطلته المعروفة التي لا يغيرها أبدًا رمقه حسين بنظرة طويلة آخذًا إياه من أسفل قدماه حتى أعلى نقطة في شعره,  يرتدي كل يوم قميصًا رمادي رافعًا ياقته محاولًا الظهور بمنظر الشاب الخطير, وبنطال كحلي اللون.
وجنتاه محددتان, اعتقد في البداية حسين ان هذا لقلة ما يأكل ولكن لاحقًا تبدى له أن لا علاقة لوجنتاه المحددتان بقلة الأكل فقد كان عزت يأكل ما يتبقى من الجميع ويظل نحيلًا كعود الخلة.
لابسًا نظارته الحديثه الذي يتباهى بها عادة, خافضًا إياها لتكون على مقدمة أنفه ناظرًا له من فوقها قائلًا:
- مالك يا سحس, تنحت كدة ليه, فوق كدة وشوف هانعمل ايه في موضوع الترمومتر.
لم يستلطف يومًا حسين عزت, كان زميله في العمل ووجب عليه أن يتحمل رائحته الكريهة كل يوم.
كان يعرف متى يصل عزت للمبنى. محملًا بمزيج من رائحة التبغ والعرق والعطر الثقيل, كانت رائحته تسبقه دومًا قبل أن يدخل لغرفة التحكم. إلا أن عزت بكل تلك اللامبالاة التي يظهر بها كان زير نساء وقد كان يحسده كثيرًا على قدرته على التعامل الجنس اللطيف.
كان حسين يرثي حاله وهو شاب في أواخر الأربعينات, أعزب, يعيش مع قطته سيلو التي أصبحت مؤخرًا تصدر الكثير من الأصوات الغريبة, ظن دومًا انها تريد ان تتزوج ولكن في هذا العالم المضطرب يبدو صعبًا للغاية ان تتزوج سيلو للغازات التي ستخرج لدى الولادة مما سيسبب اضطرابات أكثر لهذا العالم.
حسين كان يحسد ايضًا منصور بيه, لنقوده العديدة ونفوذه القوي وكاريزمته الغير محدودة. منصور بيه واحد من اولئك الذين ساهموا في الحفاظ على الكوكب بعمل شبكة زجاجية غطت أنحاء المملكة العربية المتحدة من تأثيرات التغيرات المناخية و تقلبات الجو المتعددة.
كونه من القلائل الذين قرروا اكمال دراستهم الجامعية والتخرج من كلية العلوم قسم الأرصاد الجوية, تولى حسين مهمة الحفاظ على الجو داخل شبكة المملكة العربية المتحدة ولم يفهم يوما لمَ تم تعيين عزت معه في نفس الوحدة وهو بليد ولا يفقه في شيئ سوى اجتذاب الفتيات القاصرات ومغازلتهن.
لم يكن هذا يوم حسين المثالي, بالحق, لم يكن هذا عام حسين الأفضل. فقد تقلص مرتبه للنصف, تأخر عن دفع إيجار شقته فطرد منها وصودرت ممتلكاته الصغيرة, حتى قطته سيلو تعرضت للرهن ونجح في إنقاذها بعد ان وضعها في مقارنة مع مكتبته وكتبه, وانتقل للعيش في مقاطعة فقيرة.
الاسبوع الماضي لحسين لم يكن الأفضل, فقد قررت صديقته ان تقطع علاقتهما بعد عشر سنين معًا لتدهور أحواله المالية وظهور نقاط حمراء في وجهه, الأمر الذي أدى لزيادة سوء حالته الصحية وتقضيته ثلاثة أيام في المشفى العام بجوار مريض لا يكف عن الحديث عن سفره لأمريكا اللاتينية وعمله كعامل نظافة لمدة خمس سنين وكنوز القمامة.
متمتلملًا من حياته, كان يومه جميل في المقاطعة التي انتقل إليها, يستيقظ صباحًا ليجد ان المياه قد تم قطعها عن المقاطعة التي يعيش بها بأكملها, عربته تعطلت كالعادة من الأحوال الجوية السيئة, ثلاجته خالية من الأكل الصالح للأكل واختفاء سيلو القطة من شقته, الأغلب انها انتحرت, ليس هناك أسباب تدفع قطة عجوز تريد الزواج ولا تستطيع ان تبقى على قيد الحياة.

دارت العديد من التساؤلات في مخيلة حسين, لم لا يلحق بقطته العزيزة فليس هنالك أسباب تدفعه لاكمال العيش في هذه الحياة التي تتحكم بها التغيرات المناخية و منصور بيه.
أخذ حسين القرار. ولم يتوان عن تنفيذه.
اتجه حسين لمنفذ الطوارئ, كاسرًا الزجاج الذي يفصله عن مطرقة الطوارئ.
حاملًا مطرقة الطوارئ, اندفع حسين إلى ترمومتر البرودة
هاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع
قالها وقد أطلق لساقيه الريح واندفع نحو الترمومتر.
ما إن ارتطمت المطرقة بترمومتر البرودة, ارتسمت ابتسامة ارتياح وتخلص من الحياة على وجه حسين. فقط ليميل جسده للأمام من ثقله وتدخل المطرقة في مقدمة رأسه مسببة نافورة من الدماء التي امتزجت بالنيتروجين السائل مكونة لوحة سريالية بطلها لون الدماء الذي تحول لقطع زجاجية وملامح وجه حسين التي لا تقدر بثمن بعد أن تحولت لمزيج من الدهشة والمفاجأة.

106 POLOGNE


" Persistence of memory and time " 


عزيزي, 
السيريالية واحدة من مدراسك الفنية المفضلة مش كدة؟ انهاردة عديت على أطول مبني في فراتساوف "سكاي تاور" وكان التشكيل ده قدامه.
مبهر جدًا كم التفاصيل اللي بيلاحقني الأيام دي واللي بشكل او بآخر مربوط بيك.
بريف, التدوينة دي مش ليك, انا آسفة معلهش. التدوينة دي للتفلسف والبحث عن المعنى الحقيقي لوجود هذا التشكيل امام واحد من المراكز التجارية الملقبة عندي بالمجمعات الإستهلاكية.

في لوحة سلفادور الدالي, لو نسينا للحظات الساعات المنتشرة واللي دايما بتاخد تركيزنا الأساسي, هانلاقي ان ال"لاندسكيب" او المنظور (اعتقد باللغة العربية) واسع ووحيد, هي مساحة كبيرة جدًا ومش بتحمل أهمية كبير او هكذا يبدو يعني. مساحة الواحد ممكن يصعق او يموت فيها ومحدش يهتم, حتى المياه اللي في الخلفية بتاعة الصورة مفيهاش امواج, مفيهاش اي نوع من الحركة او الإثارة.
فهل يا ترى وضع هذا التشكيل امام المجمع الاستهلاك..ووبس, المركز التجاري بيعني ان كل اللي جوه ملل ولا حركة؟ لا جديد, لا إضافة ولا زيادة لهذا العالم؟ مثلًا مثلًا يعني؟

أما بخصوص الساعات, فلطالما كان الوقت مربوط في عالمنا الرأسمالي هذا بالثقافة الصناعية اللي بنعيش فيها, ويمكن هنا, الوقت قرر يستجيب مع المحيط, فيتمط ويطول ويبقى مايع كدة لا له ولا عليه.
والوقت البشري ذاتي جدًا وشخصي وبيمط وبيتقلص حسب تجاربنا الشخصية. يعني في اللي بيلاقي محاضرات معينة ممتعة جدًا وفي اللي بيلاقيها سيئة ومزعجة للغاية.
انا شخصيًا قعدت مرة في سوبر ماركت اربع ساعات وطلعت بحاجات صغيرة. كله بيختلف يعني من شخص للتاني.
فهل يا ترى يا هل ترى, التشكيل ده كان مجرد تذكير لينا ان في هذه الأماكن الوقت بيتمط وبيضيع لكن ده بس في عالمنا السيريالي الصغير والوقت الحقيقي في العالم الحقيقي مايزال مستمر وكدهون؟

او يمكن انا أخدت على عاتقي اني احلل شيئ مش محتاج كل هذه التحليلات الكتيرة واني واخدة الحياة على محمل الجد جدًا بعكس سلفادور الدالي اللي رسم اللوحة كانعكاس على الجبنة الكاممبير (اللي ريحتها سيئة جدًا) بعدما وقعت وساحت من الشمس...

مودتي, 
غيداء